عبد العزيز كوكاس
في البدء كنا مجرد بدو، لكن كانت لنا حضارتنا وثقافتنا، ولنا هوية فوق جغرافيا لها تاريخ تليد..

كنا نلعب الدور ببراءة الأطفال، ونتطلع نحو الآتي بابتسامة مشعة

كنا نعشق على شاكلة حب زمان بين المغاربة..حين تتحدث الأعين عن هوى القلب

قبل هجمة الأصولية الوهابية، كان لنسائنا الحق في وسائل الحداثة وفي احتلال الفضاء العام بحرية، ولم يكن ذلك أبدا عورة


كان لنا بؤسنا وضعفنا الإنساني أيضا، فقرنا ومرضنا وكومة أوساخ

ولكن كنا ننظف أوساخنا ولو بطرق بدائية .. ولكن بمرح ورقص لا يخلو من لمسات الإبداع: شتف.. هايتف

كانت لنا نخوة الفرسان ودوخة الشقوفة وإبداع قبضة المطوي، وننام ملء جفوننا ويسهر الخلق جراها ويختصم

وللأعياد عندنا، طعم متميز بنكهة رائحة الأرض

وفرحة أعراسنا بلا حدود.. كلما كانت الصابة أوفر

ولحظة جاء المستعمر .. حاملا معه حضارة الرجل الأبيض

فأصبح لدينا الترامواي، وبنيات عصرية لا قبل لنا بها

ومعه صدمة الحداثة ودهشتنا أمام النصارى

واجهة مدننا ومعها سحناتنا تغيرت

وعاداتنا القديمة تغيرت أيضا، وفجأة أصبح لدينا هذا

وهذا..

وما شاء الله من هذا أيضا..

لكننا رفضنا الذل وناضلنا بوسائل بدائية لكن بعزيمة لا تقهر من أجل الكرامة والحرية والاستقلال

وحصلنا على استقلالنا

وأردنا التفرغ للجهاد الأكبر، واختلف زعماؤنا حول شكل بناء المغرب المعاصر

فدخلنا في صراعات وفي دوامة من المعارك الشرسة الدموية أحيانا

من يزر واجهة مدننا لا يفرق بينها وبين أكبر العواصم،

لكن في ظل التطور اللامتكافئ للبلد، لا زالت لدينا طرق أشبة بصراط الجحيم

الناجي منها مولود، والزالق فيها مفقود

أما هوامشنا ، فترتع في الفقر المذقع

تغرق في الأزبال والمرض والجهل والنسيان

وهاكم خير ما نختم به على شكل تطورنا الأعرج


و
ومع ذلك فهي تدور
هي الاحزاب والنقابات والجمعيات وطبعا الزوايا والزاويات من خرب البلاد منذ الصور القثديمة واسالوا فقها الهزائم من هزيمة الاندلس الى هزيمة الخضوع لليهود وهزيمة الاستعمار الصليبي والان يسمون انفسهم بالموقعين على وشيقة طلب الاستقلال اما من قتل باسبانيا وفرنسا وانتصروا وحكم فرانكو وديكول وقتالهم كان في سبيل الله واستقلال الوطن هؤلاء ضاعت اسماءهم