كوكاس يدعو المثقفين للتصدي للسطحية ويحذر من التفاهة

0

في عالم يعج بالضجيج والفوضى الفكرية، يطرح الكاتب المغربي عزيز كوكاس رؤية مغايرة للحكمة من خلال كتابه “للحكمة لا يكفي الصمت”، داعياً المثقفين والمفكرين للخروج من صمتهم ومواجهة موجة التفاهة المتصاعدة في المجتمع. يقلب كوكاس المقولة الشائعة “الصمت من ذهب” رأساً على عقب، مؤكداً أن الحكمة في عصرنا الراهن تكمن في الكلام وليس الصمت.

فبينما ينشغل العالم بصخب “الثرثارين” – كما يسميهم – الذين يتحدثون في جميع المجالات دون علم أو اختصاص، يظل أصحاب المعرفة الحقيقية في صمت مطبق. ويستشهد الكاتب بما حدث خلال جائحة كورونا، حيث انبرى الكثيرون للحديث عن الوباء وطرق علاجه دون أي خلفية طبية، بينما كان العلماء والأطباء الحقيقيون يعملون بصمت في المختبرات والمستشفيات.

وعندما توصلوا للقاحات والعلاجات، تكلموا بالعلم وصمت المتطفلون. يشير كوكاس إلى أن المشهد الثقافي والسياسي والاجتماعي قد غرق في الضجيج، وأصبحت التفاهة والسطحية سائدتين، حتى أن بعض من يتولون مناصب الحكم – كما يقول – “أصبحوا تافهين وأصبحوا يثرثرون”. لذا يدعو أصحاب الأقلام والنخب إلى التحدث والتصدي لهذه الظاهرة. وفي إشارة للتحول الرقمي، يؤكد كوكاس أن المطبوعات الورقية تتراجع لصالح المحتوى الرقمي، لكنه يرى أن القراءة لن تختفي بل ستتحول من شكل إلى آخر، داعياً القراء للاستمتاع بالمعرفة والثقافة. “للحكمة لا يكفي الصمت” ليس مجرد كتاب، بل دعوة صريحة للمثقفين والمفكرين لاستعادة دورهم في توجيه الرأي العام وترشيد الخطاب العام وسط طوفان التفاهة الذي يجتاح العالم.

أضف ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.